Thursday, December 17, 2009

الرقائق

..بسم الله الرحمن الرحيم



الرقـــــــائــــق







الشيخ محمّد بن أحمد الراشد هو الاسم الحركي لـ عبد المنعم العزّي ،
مهذّب "مدارج السالكين" ..

بدأت معرفتي وعلاقتي بهذا الفكر النادر ، يوم أن أعارتني صديقة كتاب " الرقائق "
و استمرّت لاحقاً بملاحقة كل مؤلفاته والتهامها :)
ورأيت من المناسب أن نقرأه في وقت نجدد فيه روحانيتنا كـ عشر ذي الحجة ..

الكتاب يدور بشكل أساسي حول عناصر التربية الإيمانية
لأفراد الحركات ، نظراً لأن المؤلف منظّرٌ و مفكّر في جناح الإخوان في العراق ..
وهذا لا ينفى على الإطلاق إمكانية استفادة القارئ مهما كان انتماؤه من أفكار الكتاب
في شحن إيمانياته و إذكاء همّته ..وإثراء قاموسه اللغوي وثقافته بلغته العالية ،
واقتباساته التي تنمّ عن اطلاع وتنقيب واسع في فكر سابقيه ..

الكتاب من القطع المتوسّط/الصغير ، وصفحاته 127 ،
لكنّ فيها من العُمق ما يشبع رغبة المتأمّل ..

بعد أن حددنا الكتاب ، وجد أغلبنا صعوبة في شرائه لعدم توفره في المكتبات ،
ولم يقرأه غير بثينة سوى أوراد ..
- أرفقنا رابط الكتاب لكم كنسخة رقميّة ..

وفيما هاهنا عرض لفصول الكتاب ، ومختارات من بعض المقتطفات التي أوردها المؤلّف ..

مقدّمة ٌ : النفسُ المؤمِنة ..
، وجاءت فيها الأمور التي ينبغي الحرص على إقامتها ، وإذكائها ..
بعد أن يتفرّس المرءُ في نفسه ، ومن تفرّس في نفسه فعرفها ، صحت له الفراسة في غيره فأحكمها ..
وهذه الأمور كما رتّبها :
- الحرصُ على الصلاة وتثبيت العقيدة
- والالتزام بأدب الأخوة
- والفرح بالبذل و التعب اليومي
والشوق إلى الجهاد و الاستشهاد ، من دون تهور -
والانضباط بالطاعة . -
و التقلل من الدنيا وطلب الخِفّة-
- و ترقب الموت ونسيان الأمل الدنيوي .
وحب الله تعالى ، في رجاء يضبطه خوف . -
و مفاصلة الذين آفروا والذين نافقوا . -
والصبر على المحن -
ثم بسطَ في هذه العناصر ، وأضاف عليها ..

وعرض في ثنايا ذلك أبياتاً -أعجبتني - للمختار الوزير ، يشبّه فيها النفس المؤمنة بالفراشة التي هي :
ساكنةٌ ، في صمتها ، أبينُ ممن ينطقُ ،
وإن وَنَت وقفتُها .. أعجَلَها المُنطلقُ ..
إلى آخر الأبيات التي علّق عليها بلغته العالية ..

واستأنف بعد هذه المقدّمة بقيّة الفصول ..
وسأعرض هنا نبذاً سريعة ، لمن أراد أن يقرأ / أو يبحثَ عن مادة في موضوع ما قد يُرشده إليها هذا العرض..

1- تسبيحٌ يشدُّ المُلك ..
وفيه جاء على فضل المساجد ، والصلاة ،
وحرص السلفِ عليها ..
وذكر الذكر والتسبيح ، و أورد هنا فائدة ذكرها أعجبتني "جداً" :
وكان داود عليه السلام يسبح بالعشيّ و الإشراق ، فسخر الله تعالى الجبال يسبحن معه ،
وقال : { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي و الإشراق } ،
فوهبه الله هبة عظمى ذآرها فقال : { وشددنا ملكه }
و أورد اقتباسات أخرى للمودودي والنورسي والإمام البنّا ..

2- الدقائقُ الغالية ..
و أبحر فيه في روحانيات قيام الليل ، ومدرسة الليل ..

3- الابتداء ..
وتحدّث فيه عن تصفية العقيدة والنية ،
والإخلاص ، والابتداء بأساس ثابت ..
وتجريد القصد وتحريره ، وتحدّث عن الفتور و أسبابه ..

4- نحو أفراح الآخرة ..
وبسط فيه أمر الهمّة ، والمثابرة ..
وأطال في الحديث عن محنة الفراغ والغفلة وما وراءها ..

5- الأخوّة شعار دعوتنا ..
وتحدث فيه عن قيام عقد الأخوّة ، وميزان التصاحب ..
وآفات المجالس

6- أشجار الإيمان ..
و ذكر المراتب التي يتدرّج فيها المؤمن ..
بين التوحيد ، والطاعة ، والوفاء ، والثبات والأنس والمفاصلة ..


7- حصار الأمل ..
وتحدث عن ذكر الموت ،
وعرّج على اللوحة النبوية :خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً ، وخط خطاً في
الوسط خارجاً منه ، و خط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط ، من جانبه الذي في الوسط ، وقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط
به – أو : قد أحاط به – وهذا الذي هو خارج : أمله ، وهذه الخطط الصغار : الأعراض ، فإن أخطأه هذا : نهشه هذا ، و إن أخطأه هذا :
نهشه هذا ..
وأثرى العرض برسمٍ من إبداعه ..

8- تلالنا الهامدة
وتحدّث فيه عن حياة ما بعد الحياة ..

9- مدارس الموت ..
وهنا .. أورد نماذج يقتدى بها ممن دفعهُم ذكر الموت لإحياء حياتهم في سبيل الله في زهد في الدنيا ،
وإرادة للآخرة بإحسان العمل في ميدان العمل ..

10- لا يا قيود الأرض ..
و أرشد إلى ربط عمل القلب ، وتزكية النفس ، بالعمل المؤثّر ،
الذي تدفعه الشجاعة ، ويرتفع به الشأن ، ويُردّ به الكيد ..

11- العبد الحرّ ..
وكيف ترتقي نفس المؤمن ، وتسمو بحريّتها كلما ازداد المرءُ قُرباَ وعبودية للهِ تعالى ..

12- قصص من لهوُ الدعاة ..
وأورد فيه أخباراً انتقاها من حياة السلفِ ،
سابقهم ولا حقهم ..
وعلوّهم في الحياة وفي الممات ..

هذا ، وبغضّ النظر عن انتماء الراشد الحركي ،
يجد القاريء في قوله عدلاً ، وفي فكره رُشداً يستدلّ به من أراد أن يجِدَ إلى السموّ الروحيّ ،
وتجديد الهمّة والنّيةِ سبيلاً واضحاً ، يسلكُه في عمله وتعامُله ..

هذا راجيةً أن
ينفعنا الله جميعاً بما نقرأ
..
رابط الكتاب


No comments: